بيڵدانه قورتاران: حول قضية المقاطعة…

المقاطعة الاقتصادية، دورها وأهميتها ونشرها‥

Ekleme: 04.11.2023 11:42:13 / Güncelleme: 04.11.2023 11:42:13 / Arapça
Destek için 

تشرح الكاتبة بيڵدانه قورتاران أهمية المقاطعة على مستوى الفرد والمجتمع، وضرورة انتشار الوعي بأهمية دور المقاطعة‥
 

     إجراءات المقاطعة هي من أكثر الخطوات الملموسة المتخذة ضد الظلم الصهيوني. بالإضافة أنها خطوة ملموسة يمكن لكل شخص أن يتخذها حسب قدرته. ورغم أن مقاطعة الدول والشركات والمؤسسات القوية اقتصاديا أكبر وأكثر فعالية طبعاً، فإن المقاطعة التي يقوم بها أي شخص، حتى في تسوقه اليومي، هي إجراء مهم للغاية. لأن الملايين من الناس يتصرفون بهذا الوعي، فهو بالتأكيد رادع وفعال للغاية.

 

انظروا، منظمات الإغاثة لفلسطين وغَزَّة مستمرة منذ أيام. والتضحيات والجهود الجادة في هذا المجال تستحق التقدير. وحتى لو كانت محدودة للغاية، إلا أن المساعدة المتاحة هي بلسم للجراح. لكن الغالبية العظمى من المساعدات يتم منعها من قبل قوات الاحتلال والمتعاونين معها. وما دام الحال هكذا، نفهم أن يجب علينا بالتأكيد إيجاد سبل مختلفة لمساعدة هؤلاء إخوتنا المظلومين. ومن هذه السبل، بلا شك قطع الفروع التي تغذي وتدعم وتقوي الصهيونية. أي ليس فقط ما يمكن تقديمه للمظلومين، بل أيضاً ما يمكن أخذه من الصهاينة، سيعود نصرةً ودعماً لفلسطين وغَزَّة. يمكن أيضاً في هذا السياق تقييم إغلاق قاعدتي كُرَةجِك وإِنجرلِك وقضية مياه مناوغات، التي كانت موضع نقاش لسنوات. أي باختصار، بالإضافة إلى الدعم الذي قدمناه وسنقدمه لإخواننا، علينا أن نراجع بشكل عاجل الدعم الذي قدمناه وقد نواصل تقديمه للظلم وللظالمين لسنوات، ولو بأي سبل غير مباشرة! وينبغي اتباعها بخطوات واضحة وملموسة على الفور.

 

لأنهم كما يخبرنا ربنا ﷻ‥

 ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ ۚ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن یُعَمَّرَ ۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ ٦٩۝ [البقرة: ٩٦]

إن حرصهم على الدنيا وما فيها هو أضعف صفاتهم، والتركيز على ضعفهم هو أعظم قوة رادعة لهم.

 

ولنتذكر فتح خيبر [بني النَضِير]‥
حصون خيبر [بني النَضِير] المنيعة التي لا تُخرق لا تُهتز ولا تُهدم، التي لجأ إليها اليهود، ما الذي أخرجهم من حصنهم؟ لم يخرجوا من تلك الحصون المنيعة التي تقاوم الضربات ولا تصل إليها السهام. حتى شرع النبي ﷺ في قطع نخلهم، فتغير الأمر. فتحطموا عند كل شجرة، وذابت أحشائهم، لأن الأموال والثروات كانت أكثر قيمة بالنسبة لهم من أي شيء آخر.
 فمقاطعة اليوم بشكل واعي للعلامات التجارية التي تساهم في دعم الصهيونية اليوم بمثابة ذلك.

 

في مطلع الألفية الثانية، كانت قضية التسوق والمقاطعة الواعيين قضية خاصة وعلى جدول أعمال عدد قليل جداً من الناس. وعلى الرغم من انتشار فكرتها داخل المجتمع في السنوات التالية، إلا أنها لم تكن بمستوى الاهتمام اللازم.  في السابق، كانت قوائم المنتجات المقاطعة تصل إلى الجماهير من يد إلى يد على أوراق مصورة منسوخة. لكن لم يكن من الممكن جداً إقناع الناس بهذه الحقيقة ودفعهم إلى اتخاذ خطوات فعالة في هذه القضية. فظل الاهتمام والتصرف بشأن هذه القضية دائماً ضعيفين. ورغم أن القضية طُرحت في العناوين الرئيسية بشكل متكرر، خاصة بعد عام 2010، خلال حصار لغَزَّة أو كل اعتداء صهيوني على المسجد الأقصى، إلا أنه كانت تُنسى لاحقًا. وربما زيادةً على النسيان، سادت حالة من الغفلة والتهاون. مع الأسف، فالذين يذرفون الدموع على المسجد الأقصى لسنوات، كانوا دون علمهم يمولون هذا الاحتلال مالياً بشرائهم لمنتجات تقدم الدعم المالي للصهيونية.

في بعض الأحيان عن غير قصد، وأحياناً عن عمد ‥ كان ردهم ودفاعهم جاهزاً ‥
"لكن يا روحي، إنهم ينتجون الأفضل من كل شيء. يجب على المسلمين أولاً أن ينتجوا أشياء جيدة."،
"أدواتهم المنزلية، سلعهم الإلكترونية، منظفاتهم، قهواتهم، شوكولاطاتهم، وغيرها، كل شيء لديهم بجودة عالية جدًا، مجبورين أن نشتريها." وغير ذلك من دفاعاتهم وحججهم وأعذارهم.

ولسنوات، تقصف الصهيونية غَزَّة في كل شهر رمضان، وأثناء ذلك كانت تتم الأدعية بحرقة قبيل الإفطار، ثم يُتناول الإفطار مع كوكاكولا والمنتجات الأخرى.

وكان الأكثر تقوى فينا (!) لا يشربون الكولا السوداء، بل غيرها. اتعتقدون أن ذلك مثل التفرقة بين الأبيض والأسود في أمريكا‥

 

بل حتى في الأعراس الإسلامية، كانت المشروبات الغازية تزين الموائد، ذاهباً ريعها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

حقاً، نحن المسلمون، لا نملك حتى القدرة على تغيير قائمة الطعام في أعراسنا؛ فكيف نطمح إلى تغيير نظام الهيمنة الذي أقامته الصهيونية على الأرض؟ يا له من تضاد كبير، ويا له من تناقض، أليس كذلك؟

 

لكن هناك تطورات جيدة جداً في هذا الموضوع والحمد لله. أي هناك وعي وصحوة ومقاطعة جماهيرية واسعة لم تكن لسنوات. ووسائل التواصل الاجتماعي لها مساهمة كبيرة في هذا الأمر. هناك دعم وجهد من جميع الناس. لكن، هناك الكثير من تشويه للمعلومات في هذه القضية. وهناك من يستغل الموضوع أو يستخدمه لمصالحه المالية وغير ذلك. ولهذا لا بد من الاعتماد على مصادر مؤكدة وموثوقة في هذه القضية. لأجل التحرك بشكل أكثر إصابة واستقراراً‥

(İLKHA)